ثمّ

لا شيء حقا الآن 
على حافة انكسار جديد 
وانفصال آخر
هذا الطقس ملائم جدا 
تتجمد الدموع في المحاجر 
لا متسع لها .. 

تتوالى الصور والكوابيس
لازلت وحيدة كنهر 
بعيدة كأغنية
وفارغة، 
فارغة جدا ..

تختنق الكتابة 
والأيام
وككل شيء، 
تضيق الأبجدية 
وتنهكني حروفها ...


أين المفر؟

Escape

أغنيات مجدولة بالريح
ولغة لا أفهمها 
أجلس بعيداً
فتقطع الفراغ زقزقة عصفور 
و أتأمل من خلف حجاب أسود ..


من قلب الجرح تنبت شرفة 
تطل على السماوات
وتشهد مواسم الهطول 

و الموسيقى شرفة
أتسلقها كل لحظة
أغتسل بها 
و أنفجر 

منها أجاور السماء 
وهذا القلم بيدي، يزهـر ... 

لولا فسحة الموسيقى

الفراغ 
أن تفقد فجأة كل رغبة 
أو شاغل 
أو أمل

عندما تشمئز من اقتراف القراءة ..
لاشيء ممكن أن يملأ هذا الفراغ الذي اخترقني
واستبدّ بي ..

هائمة،
عائمة فوق الأشياء
لاشيء واضح
أكتب لأني أمتهن الفراغ
وأضخّ إلى الورق نحولي
وشفافية مأساتي ..

 تنبّهت فجأة الى تلك النظرات 
تتربص بي ..
لابد أني انصهرت مع موسيقاي 
على نحو غير بشري!

استمعت الى لحن قديم بقِدم الطفولة البعيدة،
ابتسمت مع فيضان الدمع المفاجئ
المنهمر من أقاصي الذاكرة .. 
فاضت الأشياء والروائح
واللحظات من ذلك الزمن الغابر 
وضاق بي المكان 
من فرط ماذرفت الروح ..


لكني أسبح الآن 
أطفو على الموسيقى 
أتوحد مع القلم 


يالله ، لولا فسحة الموسيقى ..